إكتئاب
- Hadil mahfoudhi
- 21 avr. 2019
- 2 min de lecture
Dernière mise à jour : 22 sept. 2020
تنويه :ما ستقرأه مجرّد نصّ ثقيل عليّ حاولت إبتلاعه مع جرعة كبيرة من التحمّل و أربع لتراتٍ من الماء و فشلت ...
لم أحبّ يوما ما يحدث لكنّني تعايشت معه ، قطعنا الطريق سويًّا يدًا بيد .
في كلّ ليلة ، أخلد للنوم و يبقى هو يحدّق بي كنت أبتلع خوفي و أوهم نفسي بالموت فالموتى لا يشعرون . فكرة أن تنام و أحدهم يخترقك بعينيه ليست فكرة مرحبا
بها مع ذلك تعايشت معه .
من غباء ما يجري بعد أن تقبّلت وجوده

العبثيّ أصبح إختفائه المفاجئ يخيفني بعد أن كان أقسى أمنياتي الرماديّة . أنا أعلم كم سأدفع بعد أن أنعم بليلة طبيعيّة دون أرق ، دون كوابيس ... دون وحش يتوسّد السقف و يسدّ أنفاسي .
زيارته لي لم تكن مرتبّة بل فوضويّة ككل ما يحدث بي و من حولي ، لا مواعيد مسبّقة ، فقط مفاجاءات و كوابيس و الكثير من الرماد . في الأشهر القليلة الأولى ، و القليل عندي كثير ، كان إخفاء ما يحدث موجع جدا و متعب أكثر لكن بعد سنة أصبح أكثر ما أتقنه .
كنت قابلة للموت في أي لحظة رغم أنّني أكثر من كان يقدّس الحياة حينها ، لكنّ تقديسي ذاك بدأ يتلاشى و بدأت أنا أنصهر شيئا فشيئا أمامه إلى أن صرت منه و صار منّي و أدركت حينها أنّ فكرة إفتراقنا شبه مستحيلة ، كيف و ها نحن أصبحنا نسيجا متجانسًا .
بعد مرور عام و أنا أغرق أكثر وسط دواّمة لا متناهية ، و بعد أن أصبح التنفّس من بين الأشياء المرهقة و نظريّة المقاومة شيء لا أرغب بتنفيذه سوى مع فكرة مقاومة هذا الوحش ، قرّرت أن أصرخ ... و صرخت و لكن في الحقيقة صرخ بي كل شيء إلاّ صوتي الّذي خانني ، حاولت أن أصرخ ثانيَة لكن ما تبقى بحوزتي من طاقة بالكاد يكفيني لأحيا، كنت أريد أن أبقى حيّة لكنّ كوني مصدر غذائه ، و كونني كنت أريد موته أكثر ممّا أريد الحياة ، قرّرت أن أضع حدًّا لهذه المهزلة ، أردت أن أختصر الطّريق فأنا أرى نهايته عن بعد عقود .
سيخّيل لك و أنت تقرأ هذا النصّ أنّ ما تقرأه نصّ تراجيديّ إنتهى بموتي إلاّ أنّ النجاة من الحياة ليست بتلك السهولة . بدأت وسوساته تتسلّل إليّ إلى أن أصبحت أشعر بالإشمئزاز من آخر شيء بقيت أقدسّه ... من نفسي .
إنعكاسي في المرأة يخيفني أكثر من طيفه على السقف ، و صوت وسوساته أهون من سماع محاولاتي في جعل صوتي يتحرّر منّي .
ما كنت أحمله في قلبي من ضحكات و أعياد و أغاني و قصائد لا أحفظ مطلعها ، تلاشى ، و الشيء الوحيد الذّي مازال موجودا في بقايا قلبي هي ألحان الكراهيّة الّتي كان يدندنها لي مساءّ حتى أغفو هاربة من موت الأحياء إلى حياة الأموات
Commentaires